يرسم عبد اللطيف مهدي بطريقة تشذيرية حيناو تصويرية احيانا صورا لإنسان أو بالأحرى بقايا انسان مسحوق مهمش يعيش اغترابا عميقا ،فالجسد المنهوك المنزوع اللحم والعضل في أعمال عبد اللطيف مهدي يتخلى عن حضوره الواضح ليلوذ بالعتمة،فالخلفية السوداء تبرز بشكل فاضح فداحة الوجود الإنساني في ظل العزلة والغربة والقمع .
المتأمل لأعمال عبد اللطيف مهدي يلاحظ تعتيم وتهميش الأبعاد وتغييب التفاصيل على نحو انسيابي ،كما ان الظل في بعض اللوحات لم يأت بالشكل المألوف بل جاء بشكل يستشيط صخبا صباغيا.
الفنان عبد اللطيف اشتغل على تراجيديا الإنسان ورحلته الوجودية السيزيفية،معتمدا على حيلة فنية قوامها نزع الملامح التي تحجب عمق الإنسان المسخ وتجلية دواخله الغرائبية.
غرائبية عبد اللطيف مهدي تمتاز ببصرية صباغية متفردة ملفعة بسخرية سوداء،تكشف عنف العالم ولاجدوى الحياة في ظل القسوة والمرارة ،ومن ثم تبدو أعمال عبد اللطيف مهدي وسيلة من وسائل المقاومة ومواجهة الألم والدفاع عن انسانية الانسان.